حواجز اللغة- عيران زينجر، صحفي ومراسل في الراديو
خلال إحدى زياراتي لمنطقة الجليل بالقرب من مدينة سخنين، لتحرير مقال عن جيل الشباب في المجتمع العربي فقد قمت بتصوير مجموعة من الشباب والفتيات بعمر 18 عامًا حيث أرادوا التحدث عن حياتهم وأحلامهم والتحديات التي يعيشوها. ولاحظت أنهم يفهمون أسئلتي باللغة العبرية جيدًا، ولكن عندما أجابوني، كان رد بعضهم بلغة عبرية ذات طابع ومستوى رسمي للغاية، بينما فضّل آخرون التحدث معي ببساطة باللغة العربية أو الإنجليزية.
فبدا الأمر واضحًا لي أنه على الرغم من أن الجميع يتعلمون اللغة العبرية في المدرسة، إلا أنهم لا يتقنون التحدث بها، لأنهم لم يمارسوها بتاتًا. وتبين أن هؤلاء الشباب والشابات، على عكس أهاليهم، ليس لديهم لقاء يومي مع يهود ناطقين باللغة العبرية، مما يعني عدم وجود تفاعل مع الثقافة العبرية واللغة العبرية. وكان هناك صبي يتحدث اللغة العبرية بطلاقة وبفصاحة ووضوح. سألته كيف يتحدث العبرية بشكل جيد، فأجاب أنه يحرص لفترة طويلة على التحدث باللغة العبرية مع معارفه اليهود، ويشاهد الأخبار باللغة العبرية على القنوات التلفزيونية، بل ويعرف الأغاني العبرية. ليس لديّ أدنى شك في أن هذه هي الطريقة الصحيحة لاكتساب اللغة. من المستحيل إتقان لغة الجار، دون التحدث معه ودون معرفة طريقة استعمال الكلمات في سياق الكلام، إلى جانب معرفة النصوص المكتوبة. كل ما كتبته هنا عن اللغة العبرية وناطقين اللغة العربية ينطبق أيضًا على اللغة العربية وناطقين اللغة العبرية. معظم اليهود في إسرائيل لا يتحدثون العربية، ولكنهم بالقرب من الناطقين باللغة، فقط أولئك الذين يبذلون جهدًا لتعلم اللغة المحكيّة أيضًا، وليس فقط اللغة الأدبية، يمكنهم التواصل بشكل أفضل مع من حولهم.